قلة العرض وجشع الوسطاء يلهبان سوق الماشية
بورصة كبش العيد تلتهبسجلت أسواق الماشية عبر الوطن تذبذبا كبيرا، أمس، تزامنا مع إعادة فتحها بأمر من وزارة الفلاحة، حيث لاحظ مراسلون عبر ولايات الغرب بقاء أبواب الأسواق موصدة في وجه الموالين والمواطنين، بسبب عدم حصول مسؤوليها على ترخيص مكتوب يأمرهم بعودة النشاط إليها، في وقت فضل فيه العشرات من الموّالين في الجلفة مثلا اللجوء إلى الأسواق الموازية لعرض ماشيتهم وبأسعار “خيالية” تصل إلى 7 ملايين.
أسواق المواشي تفتح أبوابها مجددا
الموّالون يحذرون من الوسطاء والبياطرة يبددون مخاوف الزبائن
فتحت أسواق المواشي، أمس، أبوابها للزبائن بعد غلق دام أكثر من شهر بسبب الحمى القلاعية، هذه الأخيرة وبسبب أنها لا تزال تسجل إصابات في أوساط الأبقار، تم اتخاذ إجراءات صارمة في نقل المواشي وداخل الأسواق من مراقبة بيطرية وتطويق أمني، لتفادي أي عدوى للأغنام من شأنها تعقيد الوضع أكثر، في المقابل رحبت فيدرالية المواشي بهذه الإجراءات الاحترازية وطمأنت قاصدي هذه الأسواق ببيع المواشي بأسعار معقولة محذرة من رفعها من قبل الوسطاء.
أعربت فيدرالية مربي المواشي عن ارتياحها من القرار الذي اتخذته وزارة الفلاحة في فتح الأسواق والإجراءات المرافق للقرار، كون الموّال عانى طيلة الفترة الماضية من بطالة، حيث لم يتمكن، حسب ما صرح به رئيس الفيدرالية جيلالي عزاوي لـ«الخبر”، من تسويق ماشيته طيلة فترة غلق الأسواق، مع العلم أنها مهنته الوحيدة وليس له دخل آخر.
كما أن الإجراءات الوقائية التي لمسوها في أول يوم لفتح الأسواق، يضيف المتحدث، تشجع على البيع في ظروف آمنة وصحية، خاصة وأن المواشي التي نقلت إلى الأسواق تم مراقبتها بدقة من قبل البياطرة، ناهيك عن الإجراءات الأمنية التي لمسوها بتجند رجال الشرطة والدرك الوطنيين في التدقيق في الوثائق المسلمة للموالين، لمنع دخول أي ماشية دون مراقبة وهو إجراء من شأنه التصدي لأي احتمال بإصابة خارجية، كما أن المراقبة اليومية داخل هذه الأسواق أمر محفز، حسبه، وهو القرار الذي رافقته حملة تحسيسية واسعة قامت بها فيدرالية مربي المواشي منذ قرار الوزارة إعادة فتح الأسواق.
أما بخصوص الأسعار فأكد المتحدث أنها ستكون معقولة تتراوح بين 20 و50 ألف دينار، إلا أنه في المقابل حذر من جشع الوسطاء “الذين يشترون من الموّالين ليعيدوا بيعها بأسعار خيالية”.
من جهته طمأن المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة جمال برشيش المواطنين بالتأكيد أن الوزارة وبالتنسيق مع السلطات المحلية وولاة الجمهورية اتخذت كل الإجراءات التي من شأنها إنجاح العملية، التي تأتي هذه السنة في ظروف استثنائية، أين قاموا بكل الإجراءات الوقائية لمنع وصول أي عدوى للأغنام، مع العلم أن الحمى القلاعية التي استهدفت الأبقار، حاليا في حالة استقرار عبر الولايات التي ظهر فيها المرض، مؤكدا أن الوزارة جندت البياطرة عبر مختلف الأسواق المخصصة للبيع للمراقبة المستمرة، كما سخرت السلطات المحلية فرق للنظافة، من أجل تطهير الأسواق يوميا لتفادي أي إصابة بأي مرض وليس الحمى القلاعية فحسب. وهو نفس الترحيب الذي تحدثت عنه المكلفة بالإعلام للنقابة الوطنية للبياطرة زكية جيتلي التي أكدت أن الإجراءات التي سطرتها وزارة الفلاحة مشجعة، يتمنون تطبيقها في الميدان.