مقري ينتقد موقف السلطة من العدوان على غزة
السلطة تبيع وتشتري.. ودول صغيرة دعمت الفلسطينيين أكثر من الجزائر
انتقد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الموقف الرسمي من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واعتبر التضييق الذي مارسته مصالح الأمن على مسيرة الجمعة، الداعمة للمقاومة الفلسطينية، مظهرا من مظاهر الموقف الجزائري "المتخاذل" إزاء القضية.
وقال مقري مخاطبا السلطة: "هناك دول أقل أهمية من الجزائر لها حضور أكبر في القضية الفلسطينية. أنتم تبيعون وتشترون.. أتركوا الجماهير تعبر عن إرادتها. كيف يعقل أن يترك الآلاف يحتفلون في شوارع العاصمة مع الفريق الوطني لكرة القدم، وعندما يتعلق الأمر بدعم غزة لمواجهة العدوان الصهيوني الغاشم، تغلق الشوارع ويضيّق على المتظاهرين".
واستهجن المتحدث ما وصفه "العلاقة المشبوهة بين السلطة والنظام الانقلابي في مصر بزعامة عبد الفتاح السياسي"، وقال لو كانت السلطة مهتمة بالشأن الفلسطيني لأقدمت على توظيف علاقتها الحميمة مع السيسي من أجل فتح المعابر على الأقل، وتمكين قوافل الإغاثة من إيصال الدواء والغذاء لأبناء غزة الذين يتعرضون لأبشع أنواع البربرية والهمجية الصهيونية، مشيرا إلى أن 25 جراحا جزائريا يريدون التنقل إلى غزة وما استطاعوا.
وقدر الرجل الأول في حركة مجتمع السلم، في الندوة الصحفية التي أقامها أمس بمقر الحركة، "أن ما حدث الجمعة المنصرم (التضييق على المسيرة) كان بخلفيات سياسية"، لأن المسيرة، كما قال، جاءت تلبية للجنة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني، التي يرأسها مجاهد معروف، هو القيادي بالولاية الرابعة التاريخية، لخضر بورڤعة، رافضا لجوء السلطة لتوظيف خصومتها السياسية مع الأحزاب التي شاركت في المسيرة.
وأوضح المتحدث أن طلبا تم إيداعه لدى الجهات المعنية من أجل الحصول على ترخيص للمسيرة، غير أنه قوبل بالرفض، وقال: "تقدمنا بطلب للترخيص فرفضوا تسلم الطلب، وقيل لنا لدينا تعليمات فوقية، وبعد محاولات عديدة طلبوا منا إشعارا، ثم رفضوا استلام طلب الإشعار، وخيرونا بين القاعة البيضاوية وقاعة حرشة حسان، تماما مثل ما حدث مع النشاط الذي رفض لتنسيقية الانتقال الديمقراطي بقاعة زينات بديوان رياض الفتح".
واستغرب مقري أن تشهد مختلف عواصم العالم بما فيها عاصمة الكيان الصهيوني، مسيرات منددة بالعدوان الغاشم على قطاع غزة، إلا العاصمة الجزائرية، وتساءل: "لماذا نبقى نحن الاستثناء في العالم؟"، ودعا السلطة لـ"الوقوف إلى جانب الإرادة الشعبية، وليس لإرضاء القوى العالمية، لأن أمريكا لا تحمي الجالسين على الكراسي، بل تجري وراء مصالحها وتترك من يخدمها عندما تتحرر الإرادة الشعبية، لمصيره".
وأكد رئيس حركة مجتمع السلم أن "دعم القضية الفلسطينية من بين الأسس التي قامت عليها الحركة، وهي جزء لا يتجزأ من خطابنا الوطني"، وأوضح "أن هذا التوجه نابع من اعتقاد راسخ لدى فلسفة الحركة بأن القوى الاستعمارية هي من غرس إسرائيل في قلب الأمة العربية والإسلامية من أجل تشتيتها، حتى تبقى هذه القوى تنهب خيرات الأمة وتمتص مقدراتها".
وشدد المتحدث على أن استمرار الكيان المغتصب للأرض الفلسطينية، يعني أن الدول العربية من المستحيل أن تقوم لها قائمة، لا تتطور ولا تتقدم، وهذا يتطلب دعم الجزائريين وغيرهم من الشعوب العربية والإسلامية للمقاومة، لافتا إلى أن الثورة التحريرية لم تكن لتنجح في دحر الاستعمار الفرنسي، لو لم تلق الدعم والإسناد المطلوبين من قبل الشعوب العربية والإسلامية والقوى المحبة للسلام في العالم.