مصر تطلق مبادرة لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل
القاهرة (رويترز) - قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن مصر أطلقت مساء يوم الاثنين مبادرة لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين في قطاع غزة وإسرائيل على أن يبدأ وقف إطلاق النار في الساعة السادسة بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء.
وقال مسؤول إسرائيلي إن حكومة إسرائيل المصغرة المختصة بالشؤون الأمنية ستعقد اجتماعا لبحثها يوم الثلاثاء. وقال مفوض العلاقات الخارجية في حركة فتح الفلسطينية نبيل شعث لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الحركات الفلسطينية ستقبل المبادرة المصرية إذا قبلتها إسرائيل.
لكن بعد إعلان المبادرة المصرية بوقت قصير ألقى إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كلمة شدد فيها على أن مطلب غزة هو رفع الحصار وأن توقف إسرائيل اجتياحات للضفة الغربية وليس العودة إلى تهدئة في ظل مثل هذا الوضع.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مصر أطلقت مبادرتها "في ظل اتصالات تجريها مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية بما يؤدي إلى وقف كافة الأعمال العدائية برا وبحرا وجوا."
وتابعت أنه جاء في المبادرة: "انطلاقا من المسؤولية التاريخية لمصر وإيمانا منها بأهمية تحقيق السلام في المنطقة وحرصا على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء تدعو مصر كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فورى لإطلاق النار."
وأصيب نحو ستة إسرائيليين في هجمات صاروخية فلسطينية منذ بدء الاشتباكات قبل أسبوع والتي يقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إنها أودت بحياة 169 فلسطينيا معظمهم من المدنيين خلال قصف جوي إسرائيلي.
وقالت الوكالة إن المبادرة تقضي بأن "تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة بر وبحرا وجوا مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح برى لقطاع غزة أو استهداف المدنيين."
وأضافت أن المبادرة تقضي في نفس الوقت بأن "تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جوا وبحرا وبرا وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين."
ولسنوات طويلة ظلت مصر وسيطا بين الفلسطينيين وإسرائيل بما في ذلك خلال عام قضاه الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الحكم قبل عزله في يوليو تموز العام الماضي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
ووفق المبادرة "تحددت الساعة 0600 يوم 15 يوليو 2014 طبقاً للتوقيت العالمي لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة."
وقضت المبادرة بان تستقبل مصر وفودا "رفيعة المستوى" من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين "على أن تتم المباحثات مع الطرفين كل على حدة طبقا لتفاهمات تثبيت التهدئة بالقاهرة (التي تم التوصل إليها) عام 2012."
لكن هنية قال في كلمته التي أذيعت تلفزيونيا "المشكلة هي واقع غزة: الحصار.. التجويع.. القتل.. إهانة الناس... ليست المشكلة في التهدئة."
وأضاف "يجب أن يتغير هذا الوضع... يجب أن يعيش أهلنا في الضفة الغربية في أمن من الاستباحة."
وكانت مصر تحت حكم مرسي توسطت لعقد اتفاق تهدئة بعد عمليات عسكرية عام 2012 قضى بوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ووقف اغتيال قيادات القطاع ووقف اجتياح بري له مقابل وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل.
وقال هنية إن إسرائيل قوضت التفاهمات بمواصلة الحصار البري والبحري وشن عمليات في القطاع بين وقت وآخر.
وكشفت العمليات الحالية عن تطور نوعي في ترسانة غزة من الصواريخ بوصول أعداد منها إلى تل أبيب والقدس وحيفا. كما أسقطت إسرائيل طائرة فلسطينية بدون طيار.
لكن بدا أن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي-الأمريكي لاعتراض الصواريخ أسقط الصواريخ الفلسطينية بشكل منتظم تقريبا.
وعقد مجلس وزراء الخارجية العرب اجتماعا استثنائيا مساء يوم الاثنين بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة لبحث تطورات غزة طرح خلاله وزير الخارجية المصري سامح شكري مبادرة بلاده التي لاقت تأييد عدد من الوفود العربية.
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية مصطفى هاشم - تحرير سيف الدين حمدان ومحمد عبد العال)