إصرار سوري على المضي في مهزلة الانتخابات
مع استمرار التحضيرات في سوريا لإجراء الانتخابات الرئاسية عشية الاقتراع في الخارج الذي تجاوز عدد المسجلين على لوائح الاقتراع فيه 200 ألف في 39 سفارة، بحسب التقارير الإعلامية القريبة من النظام السوري، تبقى هذه الانتخابات في ظل الأوضاع التي تعيشها سوريا مهزلة حقيقية ومسرحية تستهين بدماء الشعب السوري كما تراها العديد من الأنظمة والشعوب.
فرغم الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، يصر النظام السوري على إجراء الانتخابات في الثالث من يونيو المقبل في الداخل وغدا الأربعاء في الخارج. من دون مشاركة شريحة واسعة من الشعب السوري بحجة القانون الذي أصر على منع أي سوري غادر البلاد بشكل غير رسمي من المشاركة في هذه المسرحية، وكذلك بالتأكيد لن يشارك من في الداخل يعارض النظام سواء لدواع أمنية او لأسباب أخرى.
رفض
ويقول بعض السوريين الذين أرغمتهم الحرب في بلدهم على اللجوء إلى لبنان، إن الانتخابات التي يرجح أن يفوز فيها بشار الأسد بفترة ولاية جديدة، لن «تؤدي إلى إنهاء الصراع، ومنهم من يرفض هذه الانتخابات ويعتبرها باطلة». ووصف لاجئ سوري ( م.ح) يقيم في تجمع في بار الياس بسهل البقاع الانتخابات الرئاسة بأنها غير شرعية.
ورغم ذلك إلا أن بعض السوريين اللاجئين في دول الجوار يتمنون من قلة الحال أن تساهم الانتخابات في إعادة الاستقرار لبلدهم الذي دمر جزء كبير منه وشُرد مئات الآلاف من سُكانه.
وما يزيد من هزلية هذه الانتخابات أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي سينهي ولايته الثانية في يونيو 2014، ورغم ان المادة 88 من الدستور تقضي بعدم إمكان انتخاب الرئيس أكثر من ولايتين، إلا أن المادة 155 توضح أن هذا الإجراء لن يطبق إلا ابتداء من الانتخابات الرئاسية المقبلة، أي أنه سيحق للأسد نظريا تسلم الرئاسة لولايتين إضافيتين من 14 سنة أخرى.
وصمة عار
ويقول أحد المتابعين للشأن السوري (ع.أ) إن ما سيحدث في الانتخابات سيكون وصمة عار على سوريا، خاصة ان القوانين فُصلت لتناسب مقاس الأسد، إضافة إلى أنها فقط ستكون للموالين له، لأن المعارضة لن تشارك في الانتخابات بالإجبار حيث تم منعها بموجب قانون» ويضيف: حتى ان المعارضة حتى لو كانت تريد المشاركة فلن يحق لها، فالقانون الجديد يوجب أن يكون المرشح أقام في سوريا خلال السنوات العشر الماضية، ولا بد أن يحصل على دعم من 35 نائبا على الأقل من النواب 250 الذين يضمهم مجلس الشعب». وهذه الشروط تجعل من المستحيل على أي مرشح من معارضة الخارج الترشح، كما أن ترشح أي من معارضي الداخل يصبح صعباً للغاية في هذه الحالة.