تحدثوا لـ”الخبر” عن محاولات للوقيعة بين البلدين
أنصار السيسي يعتذرون للجزائر
المشهد كان مختلفا هذه المرة عن أزمة أم درمان، فالعلاقة السياسية بين مصر والجزائر الآن قوية والجزائر ترسل إلى مصر ثلاث شحنات من الغاز شهريا عبر ميناء الإسكندرية، كما قررت الجزائر مؤخرا زيادة كمية الغاز المصدّر لمصر، لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي المستمر في فصل الصيف، ليكون الغاز الجزائري بديلا عن الغاز القطري، بعد نجاح مفاوضات تحديد الأسعار بين البلدين، وزيارات دبلوماسية متبادلة على أعلى مستوى ووساطة جزائرية لإعادة مصر للاتحاد الإفريقي.
فجأة صدر تصريح منسوب للمشير عبد الفتاح السيسي، المرشح المحتمل للرئاسيات المصرية، يقول فيه إن “الجيش المصري قوي قبل ما واحد يجرى له حاجه على الناحية الغربية يكون الجيش هناك، وده إنذار للجيش الحر، ولو حصل أي حاجة أنا ممكن أدخل الجزائر في 3 أيام لو واحد من أفراد الشعب جراله حاجة”، التصريح نقل على لسان الدكتور إبراهيم راجح، المستشار السابق لوزير التعليم العالي المصري، أثناء اجتماع 50 عضوا بهيئة التدريس بـ8 جامعات حكومية في مصر، مع السيسي، لتقديم مقترحات لتطوير التعليم الجامعي، وذلك على خلفية ما تردد مؤخرا عن جماعات جهادية داخل ليبيا على بعد 300 كيلومتر من الحدود المصرية الليبية سمت نفسها بـ”الجيش المصري الحر”، وهددت بعمليات ضد الجيش المصري.
التصريح المنسوب إلى السيسي أقام الدنيا ولم يقعدها، وعاد بالجزائريين والمصريين إلى ذكريات أم درمان، وخرج الآلاف من الجزائريين ينتقدون ما فعله السيسي وآلاف المصريين أيضا، رافضين التصريحات المنسوبة للسيسي على مواقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك” و«تويتر”، وأجرت السفارة الجزائرية بالقاهرة اتصالا بمكتب المشير السيسي، ونفى مكتبه صحة التصريح، مؤكدا أن السيسي يكنّ للجزائر كل الاحترام والتقدير وأن هناك خطأ يهدف إلى الوقيعة بين مصر والجزائر مرة أخرى.
وقد نشر هذا التصريح على موقع “صدى البلد” المملوك لرجل الأعمال محمد أبو العينين، أحد رجال الأعمال المحسوبين بقوة على نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وكان عضوا سابقا بلجنة سياسات الحزب الوطني، التي كان يديرها جمال مبارك، ومعروف عنه مناصرته إعلاميا لما صار يعرف في مصر بالفلول في موقع وقنوات صدى البلد، والتي صدرت مؤخرا بعد ثورة 25 جانفي 2011، وبعد اتصال السفارة بمكتب المشير تم رفع الخبر فورا من على الموقع، ونشر مكانه تصحيح على لسان الدكتور إبراهيم راجح، صاحب التصريح الأصلي، يؤكد فيه بأن هناك خطأ ولم يكن مقصودا ما نشر، وقال نصا “أن المشير أكد أن الجيش المصري قادر على أن يساعد أي دولة يمكن أن تهددها مثل هذه المخاطر، ويمكن للجيش أن يساعد الجزائر وليبيا والمغرب وكل الدول العربية إذا تعرضت لمثل هذه المخاطر”، وأضاف راجح أن ما نسب له وتم تداوله بشأن الجزائر لم يكن دقيقا وخرج عن إطاره.
إبراهيم راجح لـ”الخبر”: لا أساس لما نُقل على لساني ونحن لا ننكر فضل الجزائر
وانفردت “الخبر” بتصريحات من الدكتور إبراهيم راجح، المستشار السابق لوزير التعليم العالي المصري، الذي نسبت إليه التصريحات المسيئة للجزائر، وفاجأنا برواية جديدة، نافيا ما نسب إليه من تصريحات، وكشف أن اللقاء الذي جمعهم بالسيسي تناول مواضيع الأمن القومي والشأن الداخلي المصري والتحديات التي تواجهه، وكذا الوضع في الجامعات والحدود من اليمين إلى اليسار ومن فوق إلى تحت، على حد وصفه، وراح يثني على دور الجزائر ووقوفها إلى جانب مصر في حرب 1973، قائلا “نحن نكنّ كل الحب والاحترام للجزائر شعبا وحكومة، وقد تعلمت اللغة الفرنسية على يد مدرّسة جزائرية، ولا ننسى موقف الجزائر البطولي والمشرف في حرب 1973، وما حصل في كرة القدم كلام فارغ، والتصريحات المنسوبة إليّ لا يوجد لها أساس البتة، ومعذرة إذا فهم أحد خطأ، وما حصل مجرد نقل غير مهني من أحد الصحفيين، ومحاولة من مندسين ومتلونين الوقيعة بيننا، ونحن نمر في ظرف صعب جدا والبلد مخلخلة”.
المخرج خالد يوسف: هناك محاولة لخلق أزمة بين البلدين
من جانبه، قال المخرج خالد يوسف، عضو الهيئة الاستشارية العليا لحملة السيسي، إن المشير عبد الفتاح السيسي، في كل تصريحاته يؤكد أن شعب الجزائر مناضل، ويثني دائما على وقوفه بجانب مصر، معتبرا أن العلاقة بين الجزائر ومصر نموذج للوحدة العربية التي نبتغيها دائما، وقال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدلي المشير بهذا التصريح، والمقصود هو أن الجيش المصري قادر على حماية حدودنا من جميع الاتجاهات الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية، وأننا جيش قوي لديه القدرة على مواجهة الإرهاب، قبل أن يضيف “الغرض من هكذا تصريحات محاولة لخلق أزمة، وهناك بعض الجماعات التي لها مصالح في جعل العلاقة بين البلدين متوترة، ولهم رغبة حقيقية في زرع بذور الشقاق بين البلدين، وأقول على لسان المشير إنه يعتز بشعب الجزائر المناضل العربي الشقيق الذي وقف بجوار المصريين في المحن والشدائد”.
المصدر : الخبـــــــــــر