■■ لأ أحد يصدق أن مانشستر سيتي فتوة الكرة الإنجليزية هذا الموسم واجه برشلونة على ملعبه بكل هذا الحذر والتحفظ ، بل والرعب ، وفي كرة القدم مطوب منك إحترام كل منافس ، ولكنك لو بالغت في هذا الإحترام فستدفع الثمن وتخسر غير مأسوف عليك !
■■ وما سبق كان عنوان اللقاء الذي جرى على إستاد الإتحاد وفي حضور أكثر من 44 ألفاً من جمهوره ضمن 47 ألفاً تابعوا المباراة من الملعب .. وكانوا ينتظرون أن يُظهر فريقهم قوته و"فتوته" التي ظهرت هذا الموسم بقوة في الدوري المحلي بتسجيله 68 هدفاً في 25 مباراة بمعدل 2.7هدفاً في المباراة ، والفريق الذي أذاق الويل لكبار الدوري الإنجليزي، حيث فاز على مانشستر يونايتد حامل اللقب 4/1 ، وفاز على أرسنال الرهيب 6/3 ، وعلى ليفربول 2/1، وحتي تشيلسي الذي خسر أمامه السيتي ذهاباً وإياباً في الدوري ، ثأر منه قبل أيام وطرده من دور ال16 لكأس إنجلترا وفاز عليه 2/ صفر.
■■ وفي ظل ما سبق كان من الغريب أن يتكبد السيتي خسارة مؤلمة بهدفين في عقر داره في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال اوروبا،أمام برشلونة، مما يجعل مهمته في لقاء الإياب بملعب الكامب نو بالغة الصعوبة إن لم تكن مستحيلة .
■■ ورغم نتيجة المباراة ، فلا دلائل على قوة الفاعلية وخطورة التهديد على المرمى رغم سيطرة وتحكم البارسا ، ولا دلائل على وداعة وقلة حيلة السيتي رغم فضيحة الأرقام الخاصة بالمباراة، فقد إستحوذ البارسا بنسبة 64% مقابل 36% فقط للسيتي، ولمس لاعبوالبارسا الكرة 1075 مرة ومرروا 807 تمريرة، وهذه نسبة تعادل ضعف نسبة لمسات السيتي و3 أضعاف نسبة تمريرات الفريق المضيف !.. وفي فرص التهديف الخطرة سجل البارسا هدفين أحدهما من ضربة جزاء مثيرة للجدل ، ولاحت في الوقت فرصتين خطرتين للسيتي كاد أن يسجل منهما .
■■ تصريح بليجريني المدير الفني للسيتي بعدم عدالة التحكيم وطعنه في نزاهة الحكم ، أمر غير معروف عنه ، ويبدو أنه كان متأثراً بغضبه من نتيجة المباراة وخاصة الهدف الثاني الذي جاء في الدقيقة 90 وفريقه خاسر ويلعب ناقصاً لاعبه المطرود ديميليكس ، وبدلاً من هذا التصريح كان يجب على بليجريني أن يلوم نفسه على أخطاءه في التكتيك والتشكيل وإدارة المباراة ولعبه بإحترام وحذر مبالغ فيه أمام برشلونة الذي لم يفرط في الفرصة وأعاد لنا لوحات طريقة " التيكي تاكا" ولكن بطريقة فيها الكثير من البطء وقلة النجاعة والسلبية حتى في الأوقات التي كان فيها منافسه مرتبكاً دفاعياً خاصة بعد الهدف الأول وطرد مدافع السيتي .
■■ ولم يظهر نجم البارسا الأول ليونيل ميسي بصورته الإيجابية المفعمة بروح القتال والإبداع وإقتحام صفوف المنافسين ويبدو أن تعليمات الإستحواذ وتدوير الكرة تغلبت على النزعة الهجومية ، فلم نر فرصا بحجم السيطرة الرقمية والحيازة ولم نشتم روح الإثارة والخطورة من الفريق الضيف الذي كان يبدو وكأنه يلعب في تدريب اوأنه يظهر الإستهانة وعدم الإحترام لمنافسه اوأنه كان بخيلاً في بذل الجهد الفعال مكتفياً بالفوز ونقاط المباراة التي تعني إقترابه من التأهل عقب مباراة الإياب .
■■ ويبدو أن إحساس الغضب من لاعبي السيتي ومدربهم الذي أعلن أن الأمر لم ينته بعد ، سوف تؤثر بقوة في مباراة الإياب بمدينة برشلونة ، وهكذا كانت أيضا تصريحات تاتا مدرب البارسا ونجوم فريقه ، الذين قال بعضهم أن السيتي كان أقوى عندما لعب بعشرة لاعبين ، وأن الفوز بهدفين في مدينة مانشستر لم يحسم تأهل البارسا .. والأمر يستحق الإنتظار والتوقع لمباراة أكبر في الكامب نو، قد يحدث فيها ما لايتوقعه أحد!