سيذكر التاريخ يوماً أن السوريين نظاماً ومعارضة وثواراً تعرضوا لعملية توريط كبرى. لا شك أن النظام لم يكن ليندفع في عملية إخماد للثورة لولا دعم وتأييد حلفائه. اطلقوا له العنان ودعموه بالغالي والرخيص كي يقضي على الحراك الشعبي. وفي المقابل، هناك أطراف كثيرة دفعت بقوى المعارضة والثوار إلى مواجهة النظام، ودعمتهم أيضاً، فكانت النتيجة مواجهة كبرى بين أطراف الصراع السوري تسببت بهذا الدمار الرهيب. حلفاء النظام أقنعوه بانه قادر على إخماد الثورة، وداعمو الثورة أقنعوا الثوار بأنهم قادرون على إسقاط النظام، لكن أياً من الطرفين لم يستطع إنهاء الآخر، والنتيجة الوحيدة التي تمخضت عنها عملية التوريط الكبرى هو تدمير سوريا. لا ندري إذا كان الأمر مجرد خطأ في الحسابات، أم عملية مقصودة كان أدواتها السوريين أنفسهم.
د. فيصل القاسم