رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط ببيروت، الدكتور جابر هشام، لـ”الخبر”
أوكرانيا مهددة بالحرب الأهلية والتقسيم إلى شرقية وغربية
لماذا وصلت الأزمة في أوكرانيا إلى درجة لجوء المعارضة لاستعمال السلاح بدل الاكتفاء بالمظاهرات والاعتصامات السلمية؟
أوكرانيا أصبحت الآن أمام مفترق طرق، فإما الالتحاق بالاتحاد الأوروبي وربما الانضمام إلى حلف الأطلسي أيضا، أو التقارب مع روسيا، لكن في كلتا الحالتين لابد أن يضع الشعب الأوكراني نصب عينيه التاريخ والجغرافيا، اللذين يضعانه أقرب إلى روسيا منه إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن الإغراء الأوروبي استطاع أن يحدث شرخا في صفوف الشعب الأوكراني الذي خرج من 70 سنة تحت الحكم السوفياتي، والآن هو مقسم سياسيا وجغرافيا وديموغرافيا، فسكان القسم الشرقي لأوكرانيا موالون لروسيا أما سكان القسم الغربي فموالون للاتحاد الأوروبي، وأخشى أنه في ظل هذا الشرخ سنصل إلى مرحلة تقسيم أوكرانيا، وأن تتطور الأوضاع إلى حرب أهلية، لذلك لابد من دق ناقوس الخطر خاصة في ظل الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، بالإضافة إلى ذلك ظهور السلاح كمعطى جديد، وتعامل الحكومة بشكل حاد.
هناك اتفاق بين الرئيس الأوكراني والمعارضة بشأن تنظيم رئاسيات مسبقة، فهل بإمكان الانتخابات أن توقف الأزمة بين المعسكرين المتصارعين؟
يمكن أن تكون الانتخابات الرئاسية حلا للأزمة، كأن يتم التوافق بشأن الرئيس الذي يرضى عنه الطرفان، أو أن يتعهد الطرف الخاسر بقبول نتائج الانتخابات كما هي، وفي هذه الحالة يمكن أن تكون الانتخابات الرئاسية حلا للأزمة الأوكرانية.
كيف ستتعامل الدول الكبرى مع الأزمة الأوكرانية خاصة إذا انزلقت الأوضاع إلى حرب أهلية؟
روسيا تعتبر أوكرانيا خطا أحمر، فهي حديقتها الخلفية، ولن تتهاون في التدخل في أوكرانيا إن وجدت مصالحها مهددة، لذلك يجب استباق الأمور حتى لا تصل إلى مرحلة الاشتباكات بين أنصار الرئيس وأنصار المعارضة، أما الموقف الأمريكي فلجأ إلى التهديدات باللجوء إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات على أوكرانيا، وهذا موقف حاد وغير مفهوم تجاه رئيس منتخب بشكل شرعي، خاصة وأن الأزمة داخلية، وهذا الموقف الأمريكي والأوروبي هجومي وسلبي، لكن لا يقابله موقف روسي حاد، ولكن لا أعتقد أن هذا الخلاف الروسي الغربي بشأن أوكرانيا سيصل إلى حد العداء لأنه لدينا تجربة جورجيا، فعندما تدخلت روسيا عسكريا في جورجيا اكتفت الولايات المتحدة الأمريكية بالاحتجاج، فواشنطن تحترم مناطق النفوذ الروسية، وأوكرانيا تدخل ضمن نطاق هذا النفوذ.