محاضر الاجتماع المرسلة للنقابات خالية من المقترحات
الأساتذة يتهمون وزارة التربية بالدفع إلى التعفن
قررت نقابات التربية مواصلة الإضراب للأسبوع الرابع على التوالي، بعد تعثر الحوار بينها وبين وزارة التربية التي اتهمتها بعدم المسؤولية وبـ”تمييع” اللقاء الأخير، كونها اتبعت معهم أساليب التهديد والاستفزاز في بداية الحوار، وختمتها بإرسال محضرها الموقع مع الوظيف العمومي الذي لم يخضع للتعديل، مثلما سبق وطالبت به، ويرسل في الأخير عبر الفاكس في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء.
بدا رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري خلال الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بمقر الاتحاد بالعاصمة في قمة الغضب وهو يتكلم عن حيثيات الحوار الذي جمعهم بالوصاية، والذي انتهي بتعثر. فرغم أن الوزير الأول أراد وضع حد للانسداد أمام الوزارة بفتح باب الحوار، إلا أن هذه الأخيرة لم تكن، حسبه، على قدر من المسؤولية، والنقابات، حسبه، كانت أكثر مسؤولية منها. والدليل، حسبه، أن يوم الحوار تم طرد وفد النقابات المضربة وتم تهديدهم بإحضار رجال الأمن، إلا أن النقابات أصرت على البقاء، كما أن هناك نقابات لم تكن مضربة مثل مجلس ثانويات العاصمة “الكلا”، يضيف دزيري، تمسكت ببقاء هذه الأخيرة، وهذا موقف يحسب لها. ورغم الأجواء المكهربة، يضيف رئيس الاتحاد، إلا أن وفدهم جلس إلى طاولة الحوار وناقش الملفات العالقة، وأخبرهم رئيس الديوان أنه سيتم اختيار ممثل من كل نقابة لمعالجة باقي الاختلالات، ليتراجع بعدها ويخبرهم أنهم سيتصلون بهم لاحقا، لتكون المفاجأة بوصول المحضر الموقع بين وزارة التربية والوظيف العمومي خاليا من أي تسوية للإختلالات التي أشار إليها التنظيم في الاجتماع الأخير.
ووفق هذه النتائج “السلبية”، قرر الاتحاد مواصلة إضرابه للأسبوع الرابع على التوالي، بداية من غد الأحد، على أن تتدخل الوزارة الأولى وتمنحهم ضمانات بآجال محددة للنقاط التي أسقطها المحضر.
كما أعرب المتحدث عن توقعات الاتحاد في توقيف هذا الإضراب بسبب مساعي أطراف وصفهم بـ«أشخاص خيّرين”، رفض الإفصاح عنهم، يبذلون، حسبه، جهدهم لوضع حد لهذه الأزمة. وبخصوص الاتهامات الموجهة إليهم من قبل الوزير بتسييس الإضراب، قال دزيري “إن كان له دليل فليقدمه”، منددا بمحاولة إقحامه في السياسة.
من جهته، قرر المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع “كناباست” مواصلة إضرابه المفتوح، وقال مكلفه بالإعلام مسعود بوديبة إن المحضر الذي تسلمت الكناباست نسخة منه يتضمن 11 مطلبا فصلت فيه الوظيف العمومي، إلا أن ذلك لا يتضمن ما سبق والتزمت بها الوزارة في أكتوبر 2013، وكان من المفروض استدعاء النقابات في جلسة حوار للتوصل لكيفية تجسيد المطالب، وعدم قيامها بذلك معناه عدم قدرتها على حل مشاكل القطاع، وما يحدث الآن سيعقد الأمور أكثر، متهما مسؤولي هذه الأخيرة بدفع الوضع نحو “التعفن”، الذين يسعون حسبه للحفاظ على مناصبهم على حساب تسوية وضعية موظفي القطاع. وبسبب كل ذلك، فإضرابهم المفتوح متواصل إلى أن تفتح الوزارة حوارا جادا بضمانات رسمية لتسوية الوضعية.
من جهتها، قررت النقابة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سناباست” مواصلة الإضراب. فحسب بيان للنقابة تسلمت “الخبر” نسخة منه، فإن المحضر المرسل “لا يدع مجالا للشك في مدى زيف التصريحات المتكررة للوصاية الزاعمة بتسوية أغلب المطالب”، بالإضافة إلى اتهامهم بتسييس الإضراب ونظرية المؤامرة والتضليل. وأمام هذه الممارسات، فإن مطالبهم لم تتجسد من خلال المحضر المذكور، يضيف البيان، وبذلك فإن إضرابهم متواصل للأسبوع الرابع على التوالي بداية من الغد.