لنكن واقعيين: لا فائدة من أي ثورة تستأصل الرأس وتترك الجذر العميق. لا فائدة من ذهاب الرئيس وترك الدولة العميقة بنفس العقلية القديمة، فهذا مضيعة للوقت والدم والجهد. ما فائدة أن تقتل الأفعى وتترك أبناءها؟ العبرة في هز أركان الدولة العميقة وإعادة هيكلتها في أي بلد يثور شعبه، لأن الدولة أقوى من الشعب، فهي قادرة بعد الثورة أن تستعيد أنفاسها وتعود لعاداتها القديمة وربما بشكل أقسى وأحقر. فالوحوش لا يمكن أن تتحول إلى حيوانات وديعة وأليفة، بل تستوحش أكثر عندما تشعر بالخطر. إذا لم يتم تقاسم أجهزة الأمن والجيش في سوريا بين الطبقات السياسية الجديدة، فمن الأفضل أن لا يحدث اي اتفاق. لأن الجميع سيردد لاحقاً: وكأنك يا بو زيد ما غزيت.
د. فيصل القاسم