نُقل ليلة المولد إلى “فال دوغراس” بباريس
بوتفليقة يعود إلى المستشفى
خبر عودة الرئيس إلى المستشفى جاء 3 أيام قبل استدعاء الهيئة الناخبة و3 أشهر قبل الرئاسيات
أفاد بيان لرئاسة الجمهورية، أمس، بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عاد إلى مستشفى “فال دوغراس” بباريس، الإثنين الماضي، “في إطار فحص طبي روتيني”. وإن كانت الكلمات التي حملها البيان تفيد بأن سفره إلى فرنسا من جديد ليس ناتجا عن تدهور حالته الصحية، فإن الرئاسة لا يمكن أن تمنع التصعيد من حدة الجدل حول قدرته على استكمال ما بقي من عهدته الثالثة.
ذكر بيان الرئاسة، الذي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، أن “الوضع العام للرئيس يتحسن بصفة مؤكدة وبالتدريج”. مشيرا إلى أن رجوعه إلى المستشفى العسكري الباريسي هو “من أجل استكمال الفحوصات التي بدأت بالجزائر العاصمة”. وأوضح البيان أن سفره يندرج في إطار “فحص روتيني مبرمج منذ شهر جوان 2013” وأن إقامته بـ«فال دوغراس” تدوم إلى الجمعة المقبل.
وحرصت الرئاسة في بيانها على استعمال كلمة “تنقل” (أي بنفسه) إلى باريس لتجرى له فحوصات، تفاديا لأي تفسير يفهم منه أن بوتفليقة نُقل إلى الخارج للعلاج، لأن ذلك يعني أن حالته سيئة. وتابع البيان أن “هذا التنقل لم يمله أي إجراء استعجالي، بل كان مقررا وقد حدد تاريخه منذ فترة إقامته بمؤسسة “ليزانفاليد” الوطنية الفرنسية بباريس”، أي الفترة التي خضع فيها لنقاهة لإعادة الحركة لوظائفه المتأثرة من الجلطة الدماغية، في 27 أفريل الماضي.
وما يلاحظ على تصرف الرئاسة، من خلال البيان، أنها لم تعلن عن سفر بوتفليقة للعلاج في نفس اليوم. فهل لتأخر الكشف عن تواجد الرئيس للعلاج بباريس علاقة بالأخبار التي راجت منذ يومين حول “تدهور مفاجئ لصحته، ما استدعى نقله إلى فرنسا؟”. هل كان محيط الرئيس يرغب في التكتم على هذا الأمر على أساس أن فترة غيابة قصيرة؟ يشار إلى أن بوتفليقة قضى 82 يوما بفرنسا للعلاج. وبعد عودته في 16 جويلية دخل في فترة تأهيل وظيفي مكثف.
ويستدعي التطور الجديد في ملف مرض الرئيس، إثارة مجموعة ملاحظات، أهمها أنه جاء في ظرف يترقب فيه الجزائريون استدعاء الهيئة الناخبة تحسبا للانتخابات. ورجح مصدر سياسي تحدثت إليه “الخبر”، أن يكون أمضى مرسوم الاستدعاء قبل سفره، كما رجح الإعلان عنه غدا الخميس. ومن شأن الحلقة الجديدة في ملف مرض الرئيس أن تبعث الجدل ليس حول عدم ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، لأن ذلك أضحى في حكم المؤكد بالنسبة للكثيرين، وإنما حول قدرته البدنية على استكمال الشهرين المتبقيين من العهدة الثالثة.
وقد كان لافتا في اجتماع آخر مجلس الوزراء أن سابع الرؤساء متعب، إلى درجة أنه لا يقوى على إسماع صوته لمحدثيه. واجتهد محيط الرئيس في تنظيم إطلالات له عبر التلفزيون العمومي، تارة مع عبد المالك سلال وتارة أخرى مع قايد صالح ومع زوار أجانب، لترك الانطباع بأن الرئيس قادر على تسيير دفة الحكم. وربما الرسالة كانت أيضا، أن بدنه يستطيع أن يتحمل أعباء ولاية رابعة.