الجزائر تعزز الأمن جنوب البلاد
الوضع الأمني في منطقة الساحل يلقي بظلاله على اقتصاد جنوب الجزائر الذي يعتمد أساسا على مداخيل السياحة.
تراجع عدد السياح الأجانب الذين يزورون المنطقة من حوالي 30.000 في 2007/2008 إلى بضع مئات فقط خلال السنتين الماضيتين.
وحاول وزير السياحة محمد أمين حاج سعيد مؤخرا تطمين الزوار بالتعبير عن التزام وزارته "بالسهر على سلامة السياح في جنوب البلاد، خاصة خلال احتفالات نهاية السنة، بالشراكة مع مختلف الأجهزة الأمنية".
وعلى أرض الواقع، تجسد هذا الوعد بنشر "قوات خاصة في عدد من الولايات الجنوبية من أجل حماية سلامة السياح الجزائريين والأجانب الذين عادة ما يختارون قضاء عطلة نهاية السنة في جنات وتمنراست" حسب ما أفاده مصدر أمني ليومية الخبر يوم 16 ديسمبر.
ووعيا منها بتداعيات الصراعات الإقليمية على السياحة الأجنبية، قررت الحكومة الجزائرية الاهتمام أكثر بالسياحة المحلية.
في هذا الصدد، أبرمت عدة اتفاقات الشهر الجاري بين الديوان الوطني الجزائري للسياحة والشركات الوطنية من قبيل سوناتراك التي تعتزم إرسال 500 عامل لزيارة جنوب البلاد.
كما يعتزم ثمانون مستخدما في سونيلغاز قضاء رأس السنة الجديدة في تمنراست.
هذه المبادرة لقيت الترحاب من مهنيي قطاع السياحة، مشيدين بقرار الفندقيين لخفض أسعار الإقامة بنسبة 50%.
ويحتضن جنوب البلاد معارض تجارية خلال فترة نهاية السنة منها معرض الوادي الذي افتتح يوم 21 ديسمبر.
ولمساعدة وكالات الأسفار المتضررة جراء الاضطرابات الأمنية في المنطقة، تسعى الحكومة كذلك إلى التخفيف من العبء الضريبي. حيث يدين وكلاء الأسفار المحليون في الجنوب بأزيد من 80 مليون دينار (746 ألف يورو).
أحد وكلاء الأسفار الذي يعاني تراجعا في المداخيل، حكيم لمداوي، قال إن "رقم مبيعات شركته تراجع بنسبة 80% خلال الثلاث سنوات الأخيرة".
وبعد تخصص عشرين سنة في وجهات الصحراء، غير لمداوي إستراتيجيته.
وقال "مواصلة هذا النشاط أصبح مستحيلا. كان علي تأمين الوكالة، لهذا لم أتردد في تنويع ما أعرضه للسياح". وهو يركز الآن على الساحل الجزائري.