العملية ضربت مصداقية وجدية الوكالة في العمق
”عدل” تمنح سكنا لميسي ومستر بين!
تفاجأ عدد من المسجلين في برنامج سكنات البيع عن طريق الإيجار ”عدل2” من عدم فرز مصالح الوكالة لكل الطلبات، بدليل أن المئات من الأشخاص تلقوا ردا إيجابيا يوم الأحد رغم أنهم استعانوا بشخصيات مزيفة منها لاعب فريق برشلونة ”ليونيل ميسي” و ”مستر بين” وأسماء مستعارة لا أساس لها من الصحة، ما جعل الكثيرين يتساءلون عن جدية العملية وأي نظام اعتمد في دراسة الطلبات؟
لم تمر 48 ساعة على خرجة وكالة ”عدل” بإرسالها مئات الآلاف من الردود الإيجابية على طالبي الحصول على سكنات بصيغة البيع بالإيجار، حتى انكشفت عدة عيوب في نظام دراسة الطلبات والرد عليها. وبحسب ما توفر لدى ”الخبر” من معلومات، فإن ”المئات من المجهولين ومن انتحلوا صفحة شخصيات معروفة قد تلقوا التأكيد على أن ملفاتهم يمكن أن تكون مقبولة ويجب إرسال الملفات”.
ومن بين الذين قبلت ملفاتهم شخص انتحل صفحة لاعب الفريق الكتالوني ليونيل ميسي والمولود في أم البواقي وحمل طلبه رقم 040009733، وقد ردت عليه وكالة ”عدل” بأن ”ملفك يمكن أن يكون مقبولا للحصول على سكن، وعليك إرسال الملف على عنوان الوكالة”. ونفس الشيء حصل مع شخص كتب اسم ”مستر بين” وآخرين بأسماء شخصيات كوميدية على غرار ”المفتش الطاهر”.
الأكثر من هذا كله، فقد تحصل العشرات من الأشخاص المجهولين على نفس الردود، ما جعل الكثيرين يتساءلون عن جدوى دراسة الطلبات وكيفية التدقيق فيها. وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات أيضا بخصوص جدية دراسة الملفات فيما بعد، قبل الحصول على التأكيد والموافقة النهائية أمام 700 ألف طلب.
وقالت مصادر مسؤولة من وكالة ”عدل” إن مثل هذه الأخطاء ”تبقى شاذة”، ولن تتخطى الأخطاء حد الرد عبر الصفحة أو الحساب الخاص بالشخص المشبوه، والذي لن يرسل ملفا فيما بعد بنفس الهوية المزيفة.
من جهته، أوضح المستشار الإعلامي لوزير السكن والعمران والمدينة أحمد مدني بأن ”البطاقية الوطنية للسكن أثبتت جدارتها كجهاز مراقبة يضمن الشفافية في الحصول على السكن”. وهو ما ”قلص عددا هائلا من الطلبات التي أرسلت، وتبين أن أصحابها تحصلوا على سكن أو قطعة أرض أو إعانة مالية”. وأضاف ”وأمام هذا فلم يتعد لحد اليوم عدد الطعون التي تلقتها اللجنة الوطنية للطعون في سكنات عدل 1000 طلب”. وكشف أحمد مدني أن ”اللجنة شرعت في عقد اجتماعاتها لدراسة الطعون والبت فيها في الوقت المناسب، حتى لا يضيع حق أي مواطن استوفى الشروط اللازمة”.
وبخصوص التسريع في عملية الرد على الطلبات، أرجع المتحدث ذلك إلى ”دعم خلية دراسة الطلبات بعدد كبير من خريجي الجامعات والمختصين في الإعلام الآلي، والذين أسندت لهم المهام في ملحقة الوكالة بباب الزوار بالعاصمة”. وتابع ”وكل الملفات التي ترسل على عنوان الوكالة يتم إرسالها فوريا إلى الملحقة ليتم ضبط المعلومات التي أدلى بها من معلومات وما يقابلها من وثيقة”.