ليس من مصلحة السوريين أن ينتصر أحد الأطراف الخارجية المتصارعة على سورية على طرف آخر، لأن هذا يعني عملياً استمرار المحنة لسنوات وسنوات على حساب أمن ومعيشة الشعب، فانتصار إيران في العراق على حساب الأطراف الداخلية والخارجية الأخرى لم يجلب لا الأمن ولا الاستقرار ولا التنمية ولا العيش الهانئ للعراقيين، بل جعل حياتهم جحيماً لا يطاق بعد أكثر من عشر سنوات على الانتصار الأمريكي والإيراني المزعوم. وإذا لم تتفق كل الأطراف المتصارعة على سورية، فهذا يعني استمرار الجحيم السوري إلى ماشاء الله، مع الاعتراف أنه سيكون أسوأ من الجحيم العراقي بكثير، لأن العراق أقوى اقتصادياً ومالياً ويمكن لهذا أن يخفف من المعاناة العراقية، بينما الوضع السوري أسوأ اقتصادياً ومالياً مما سيزيد من معاناة ومحنة السوريين.
د. فيصل القاسم