هناك نقطة يتجاهلها البعض وهي أنه ليس مسموحاً لطرف دولي أو إقليمي أو عربي واحد أن ينتصر في سوريا. صحيح أن التقارب الأمريكي الإيراني سيعزز نفوذ إيران في سوريا، لكن سوريا القادمة لن تكون لإيران وحدها، لأن الصراع الدولي والإقليمي والعربي على سوريا كبير جداً، ولا بد من تقاسم النفوذ بين المتصارعين. فمثلاً، من المستحيل أن تسمح تركيا لإيران بابتلاع جارتها الاستراتيجية سوريا. ومن المستحيل أن تقبل الدول العربية وخاصة الخليجية بأن تسقط سوريا تحت النفوذ الإيراني كاملاً كما حصل للعراق. ولا ننسى أن روسيا وأمريكا رغم اتفاقهما في مجلس الأمن تبقيان وحشين متخاصمين في السرق الأوسط، ولا يمكن لوحش أن يترك الآخر يحظى بكامل الفريسة. لهذا فإن الأزمة السورية لا يمكن أن تهدأ إلا بتقاسم النفوذ بين المتصارعين، وإلا فالبديل حرب طويلة الأمد تطحن ممثلي الأطراف الدولية في سوريا، بمن فيهم النظام والمعارضة، ومعهما طبعاً سوريا، وتستنزف في الوقت ذاته المتصارعين. لهذا ليس هناك ما يدعو لا للفرح ولا للتهليل ولا الشعور بالانتصار. وما حصل في مجلس الأمن أمس سيجعل اللهيب السوري يزداد تصاعداً. وهذا هو المطلوب على ما يبدو. وكان الله في عون السوريين وطناً وشعباً.
فيصل القاسم ...... Facebook