مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج أمريكا المنتصر الوحيد من تلك المأساة التي حطمت المنتصرين والمهزومين معاً( 25 مليون ضحية)، بدأ التسابق على الإلتصاق بالولايات المتحدة الأمريكية. اختار الكثيرون( اوربا واليابان وكثير من اسيا وأفريقيا) التحالف مع الرابح الأوحد من تلك الحرب، ونشد السوفييت التقارب على قاعدة التناقض، فتطور الأمر إلى ما سُمّي بالحرب الباردة التي عادت وحطت رحالها في منتصف الثمانينيات ليعود الدوران في فلك المنتصر الأوحد الأساس[أمريكا] .
تحسم أمريكا أمرها وتكشر عن أنيابها إثر 11 أيلول ، تغزو العراق 2003 ؛ وتحتاج إلى إعادة الإعتبار للعبة القطبية ؛ يتم استحضار من يذكّر بالـ (كي جي بي ) وأيام السوفييت الغابرة (بوتين)؛ ولكن الآن على قاعدة االتناغم والتوافق والتحالف المضمَر في السر والخفاء وعلى قاعدة التناقض و(تعدد القطبية) والندية في العلن والظاهر. بوتين وزمرته مجموعة مافيوية تدور في الفلك الأمريكي، والإسرائيلي بالوكالة ؛ وهنا يكمن سر المأساة السورية وانسداد أفق حرية الشعب السوري. لم يكن بامكان أمريكا أن تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لتحمي القتل في سوريا. كان المرشح الأمثل للقيام بالدور هو بوتين؛ فقام بالدور على أكمل وجه.
ما حدث للسوريين وصمة عار على جبين الجميع وخاصة العصابة البوتينية.
أيها السوريون ، قاتلكم المباشر واضح وقاتلكم الأكبر من استخدمه ويستخدمه ويحميه
د. فيصل القاسم